دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

"ديب سيك" الصيني يحدث ضجة في عالم التكنولوجيا

29/01/2025 الساعة 18:38 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

أحدث تطبيق "ديب سيك" الصيني ضجة كبيرة في أسواق الأسهم وعالم الذكاء الاصطناعي، بصعوده المذهل إلى القمة هذا الأسبوع، حيث نافس تطبيق "شات جي بي تي"، التابع لشركة "أوبن إيه آي"، على عرش أكثر التطبيقات المجانية تنزيلا على متجر تطبيقات "Apple"، وقد صدم ظهوره قطاع التكنولوجيا الدولي، بعد أن أظهر قدرته على تحقيق أداء مماثل للمنصات الغربية المشابهة، مقابل جزء بسيط من التكلفة.

وأدى الصعود السريع للتطبيق الصيني إلى تقهقر عمالقة شركات التكنولوجيا بوادي السيليكون في بورصة وول ستريت، نتيجة لعمليات بيع واسع النطاق طالت أسهم أبرزها، وأفقدتها نحو تريليون دولار من قيمتها السوقية.

وذكرت شركة "ديب سيك" أن تكلفة المستخدم الشهرية لتطبيقها تبلغ نحو نصف دولار فقط، مقارنة بـ20 دولارا لتطبيقات النماذج الغربية المماثلة. وأرجعت الشركة هذا التفاوت الكبير في التكلفة إلى انخفاض نفقات تطوير وتشغيل نموذجها بشكل كبير مقارنة بالمنافسين، حيث لم تتجاوز تكلفة تطويره ستة ملايين دولار. في المقابل، تقدر تكاليف تطوير النماذج التي أطلقتها شركات غربية كبرى مثل "أوبن إيه آي" و"ميتا" و"غوغل" بما يتراوح بين 100 مليون دولار ومليار دولار، مما يبرز الفجوة الكبيرة في الاستثمارات بين الطرفين.

يرجح المحللون أن تكون الشركة الصينية قد استطاعت على الأغلب، تطوير نموذجها دون الحاجة إلى الشرائح الأمريكية المحظور تصديرها للصين، إما عبر تطوير شرائح خاصة بها قادرة على المنافسة، وإما عبر الاعتماد على طرق أخرى مختلفة لا تحتاج إلى هذه الشرائح، مما يضع "أوبن إيه آي" وشركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية في موقف حرج، فهي التي أقنعت العالم أن تطوير هذه النماذج يحتاج إلى شرائح شركة "نفيديا" الباهظة.

ويؤكد الباحثون الصينيون أنهم يعتمدون على تكنولوجيا متاحة بالفعل، بالإضافة إلى استخدام أكواد مفتوحة المصدر، وهي برمجيات يمكن لأي شخص الوصول إليها أو تعديلها أو توزيعها مجانا.

مؤسس شركة "ديب سييك" يشير إلى أهمية جعل الذكاء الاصطناعي متاحا للجميع

وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الصينية، أشار ليانغ وينفنغ مؤسس شركة "ديب سييك" إلى أهمية جعل الذكاء الاصطناعي متاحا للجميع وبأسعار معقولة، مضيفا أن الفجوة بين الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والصين، من وجهة نظره، لا تتجاوز عاما أو عامين.

وفي تعليقه على تطبيق "ديب سيك"، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن التطبيق يجب أن يكون بمثابة "جرس إنذار للشركات الأمريكية التي بات يتعين عليها التركيز بشكل كامل على التنافس من أجل الفوز"، لكن ترامب اعتبر أن هذه الصدمة قد تكون أيضا إيجابية بالنسبة لكبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية، قائلا "بدلا من إنفاق المليارات والمليارات، ستنفق أقل على أمل أن تصل إلى الحل نفسه".

ويقول المراقبون إن المثير للدهشة أن التهديد الأكبر لهيمنة وادي السيليكون لم يأت هذه المرة من إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين، بل من شركة ناشئة غير معروفة تأسست قبل أقل من عامين، ويعتقد المراقبون أن مفاجأة التطبيق الصيني، حولت النشوة بشأن الذكاء الاصطناعي إلى حالة من الذعر، وفتحت باب المنافسة على العقول الذكية على مصراعيه.

ويشير محللون إلى أن هذا التطور قد يشكل تحولا جذريا في صناعة الذكاء الاصطناعي، فيما تثير تساؤلات حول جدوى الاستثمارات الضخمة الموجهة لهذا القطاع، وما إذا كانت هذه الصناعة تحتاج فعليا إلى مليارات الدولارات لتحقيق تقدمها.

وفي الأسبوع الماضي، انضمت شركة "أوبن إيه آي"، إلى مجموعة من الشركات الأخرى التي تعهدت باستثمار 500 مليار دولار في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وفي أحد إعلاناته الأولى منذ عودته إلى منصبه، وصف الرئيس ترامب المشروع بأنه "أكبر مشروع للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في التاريخ حتى الآن" ومن شأنه أن يساعد في الحفاظ على "مستقبل التكنولوجيا" في الولايات المتحدة.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo